نُشر في العرب (صحيفة يومية عربية تصدر فى لندن) 22/10/2013 عدد 9356
قلما تدخّل الفكر الفلسفي في القضايا اليومية الحينية التي طرحها المسار الثوري لما يسمى بالربيع العربي وذلك لسببين رئيسيين، يكمن الأول في ما يتميز به المفهوم الفلسفي عادة من صبر وتأنّ في معالجة الأحداث والمواضيع الخاضعة للتغيرات. إذ لا يمكن للفيلسوف عامة أن يخضع المفهوم والتصورات إلى النقد والتحري في خضم أحداث متتالية ومتحولة لا يمكن معرفة مصيرها بدقة. أما السبب الثاني فيتمثل في كون الساحة الفكرية العربية قد أصبحت حبيسة المعارك السياسية والإيديولوجية التي فرضتها دقة المرحلة التي يعيشها العالم العربي الآن. لذلك ارتأينا أن نخصص لقراء جريدة العرب مقاربات فلسفية تتدخل في تلك الأحداث المتغيرة للعالم العربي لتوضيح جملة المفاهيم المعقدة التي أفرزتها الثورات العربية خدمة للثقافة العربية التي آن الأوان أن تهتم بجانبها الإجرائي وجانبها الكوني على حد السواء.