نُشر في العرب (صحيفة يومية عربية تصدر فى لندن) 31/12/2013 عدد 9425
لقد بينت الثورات العربية في كل مراحلها أن المفكر العربي مازال يعاني من صدمات التحولات الكبرى على الصعيدين المحلي العربي والعالمي، صدمات تقع أمام عينيه دون أن تكون له فيها مساهمة تذكر. بل مازال يأخذ منها أحيانا مواقف تحددها مرجعيات سلبية. إذ كان بالإمكان مثلا فتح ملف الإرهاب بكل جرأة ليقوم المفكر العربي بتشريحه وبضبط أسبابه واقتراح حلول جذرية للتقليص من نتائجه. فالإرهاب الذي قصف بأبرياء في مصر الأسبوع الماضي أو الذي عاشه لبنان وتعيشه سوريا والعراق يوميا، ليس نتيجة لاضطراب العمل السياسي فقط، ولا يمكن الاكتفاء بدراسته من حيث هو صراع من أجل افتكاك السلطة تتدخل فيه معطيات داخلية وخارجية متشعبة. بل هو أيضا مظهر لتخلف ذهني عميق ولتسرب رهيب للجهل الذي أناخ على العالم العربي والإسلامي بكلاكله.